Advertisement

Facebook

خواطر تربوية ٤ استراتيجيات في التربية

خواطر تربوية ٤ استراتيجيات في التربية

كيف تستفيد الأم من تقليد اطفالها؟


إن الأطفال في مرحلة من مراحل عمرهم يريدون تقليد الأم فيما تفعل، وبدلا من أن تستفيد الأم من ذلك فإنها تنهاههم عن هذا الفعل وتحاول اعطاءهم لعبة لاسكاتهم ومع الوقت يتخطون تلك المرحلة ولا يبدون أي اهتمام لمساعدة الأم في مهامها رغم انهم اصبحوا كبيرون بشكل كافي لعمل تلك المهام.

اقتراح:

كان على الأم من البداية الانجراف وراء فضول اطفالها ورغبتهم في تقليدها، فإذا أراد أن يأخذ المكنسة لكنس الغرفة تشتري لهم فرشة وجاروف صغير وتتركهم يقلدوها وتشيد بما فعلوا بعد انتهاءهم، و لا تحاول ان تضغط عليهم لفعل ذلك مرة أخرى لأن الضغط يسبب النفور.

وإذا أرادوا مثلا الامساك بالأطباق والملاعق في المطبخ فمن الممكن وضع الأطباق البلاستيكية والحلل المعدنية وتتركهم ينظموها وهي بجانبهم، فاعتياد الطفل على المشاركة يعطيه القابلية بعد ذلك للمساعدة في مهام البيت ويجعله سعيدا بتحمل المسئولية في المنزل كشخص بالغ.

إسناد المهام للأبناء

حين يكبر الأولاد يمكن اسناد بعض المهام لمساعدة الأم يمكن القيام بذلك على أنها لعبة لطيفة دون اشعار الطفل بها، مثلا غسل جواربه أو حذاءه أو شنطة المدرسة التي يستخدمها وذلك بوضع ماء في وعاء كبير في مكان فسيح (في الحمام مثلا أو المطبخ على حسب المساحة)، فيظهر الأمر على أنه موعد اللعب في الماء،

مثال آخر:

غسل الزرع ببخاخة المياه، ويمكن لكل الأم الابداع في المهمة التي تسندها لأبناءها فالبيت فيه الكثير.

فوائد جعل الاطفال يقومون بمهام محددة

  1. تُشغِل الطفل بشئ مفيد
  2.  تجعل الطفل يعتادون المساعدة في البيت
  3. تفرغ من طاقته الذهنية التي قد تنقلب إلى عدوان على اخوته أو حتى والديه

علاقة الفراغ بالعنف

إذا وجد الطفل نفسه في فراغ قاتل فيمكن ان يملأه بطريقته الخاطئة كلعب ألعاب الكمبيوتر التي بها عنف أو مشاهدة مواد تليفزيونية على نفس الوتيرة أو الخروج للعب في الشارع مع أصدقاء سوء.

أصل جميع الخصال السيئة في الكبار والصغار هو الفراغ الذي يقتل كل ابداع وكل ايمان بالله فهو الملعب الفسيح الذي يستخدمه الشيطان ليقود عقلك يمينا ويسارا كما يحب وينقلك من معصية لمعصية ويسلبك القدرة على المقاومة.

فائدة الانشغال للأطفال

أما الانشغال بما يفيد فهو تمرين للعقل على العمل الدائم ومن يعتاد العمل من صغره ينتقل إلى المرحلة اللاحقة إلى عمل آخر يناسب المرحلة وينمو داخله القدرة على بناء الطموحات والأهداف المثمرة.

ومع بعض التقويم وزراعة مراقبة الله في الطفل يصبح رجلا يعمل بطاقة هائلة ليس لديه وقت للتفاهات وكل عمله وطموحاته موجهة لاعلاء شأن أمته طلبا لرضا الله وحتى يفوز بلقب "محسن" عن الله لأن الاحسان هو أعلى مراتب الايمان والمحسن لا يخرج شئ من تحت يده إلا وهو على أكمل وجه يستطيعه هذا الشخص.

كيف يمكن استخدام الضغط

هناك شئ آخر لاحظته وهو أن الضغط بشكل غير مباشر في بعض المهام الخاصة بالعناية الشخصية يجعل الطفل يتعلم بسرعة.

مثال:

تقول كنت أحمل أولادي وهم في مرحلة ما قبل الحضانة مثلا مسألة أن يرتدوا ملابسهم وحدهم، فقد كنت أقول "إذا كنتم تريدون أن تذهبوا للعب في النادي الآن فعليكم أن ترتدوا ملابسكم في خمس دقائق وإلا لن نخرج".

وقتها لم أكن أعرف ما أفعل ربما كنت وقتها مجهدة جدا أو أريد أن أتحجج لعدم الخروج ولكنهم لم يتركوا لي حجة وفعلوها تحت ضغط ثم بعدها اعتادوا ذلك، حتى أن ابني حين كان في السنة الأولى من مرحلة الحضانة جاء لي فخورا أنه هو الوحيد من بين زملاءه الذي يستطيع أن يرتدي ملابسه وحده دون مساعدة أمه.

وهكذا في بعض المهام المتعلقة بترتيب الغرفة أو وضع أدوات الأكل في المطبخ بعد الانتهاء منه.

لقد تعلمت من هذا الموقف أنك قد تستغل رغبة ابنك في شئ وربطه شرطيا بمهمة، ليس بالعنف أو بإشعار الطفل أنه فرض عليه ولكن قد يكون ذلك بإشعاره أنك قليل الحيلة وأن الأمر ليس بيدك فتدفعه إلى أن يفكر كيف يخرج من هذا الموقف ويصل إلى الشئ الذي يحبه.

شاركونا بأفكاركم كيف يمكننا تربية اطفالنا بشكل متزن؟


Comments